فن وثقافة

محمود حميدة فى حوار لـ «الجمهورية» : الفن.. جسر يربط بين القلوب والعقول

الجيل الجديد من الشباب يقدم نوعية مختلفة من السينما

رسالتى لشباب المبدعين مواصلة السعى وراء شغفهم والاستمرار فى التعلم والتجربة

الفنان محمود حميدة هو أحد أبرز الفنانين المصريين فى السينما والتليفزيون، اشتهر بأدواره المتنوعة التى تتراوح بين الدراما والكوميديا، مما جعله يحظى بإعجاب الجماهير والنقاد على حد سواء.. يُعرف عن حميدة قدرته على تجسيد شخصيات معقدة ومتنوعة بمهارة عالية.. من أشهر أعماله السينمائية فيلم «اسكندرية نيورك» «يوم للستات» «دكان شحلتة» «شمس الزناتي» بالإضافة إلى مشاركته بأدوار متعددة ومؤثرة فى العديد من الأعمال الدرامية التى أثرت فى المشهد الفني.

> تم تكريمك مؤخراً فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبي.. كيف تلقيت هذا التكريم، وما رأيك فى المهرجان بشكل عام؟

>> أولاً، أود أن أعبر عن امتنانى العميق لتكريمى فى هذا المهرجان المميز الذى يعتبر من أبرز الفعاليات التى تحتفى بالمسرح والفنون التجريبية برئاسة الصديق الدكتور سامح مهران، وبالتأكيد المهرجان يعد منصة رائعة للفنانين الشباب، من خلال تقديم فرص لعرض أعمالهم وتجريب أفكار جديدة، ويساهم المهرجان فى بناء جسر بين الأجيال المختلفة من الفنانين. كما يتيح للفنانين الجدد التعرف على تجارب متنوعة وتوسيع آفاقهم الفنية.

> فى رأيك، ما أهم التحديات التى يواجهها المسرح التجريبى فى الوقت الراهن، وكيف يمكن التغلب عليها؟

>> أحد التحديات الرئيسية قلة الدعم المالى والتسويق للفنون التجريبية مقارنة بالأعمال التقليدية.. المسرح التجريبى يتطلب دعمًا من المؤسسات الفنية والحكومية، وكذلك من الجمهور الذى يكون على استعداد لتجربة أشكال جديدة من الفن والترويج والتثقيف حول أهمية هذا النوع من المسرح الذى يمكن أن يساعد فى جذب المزيد من الدعم والاهتمام.

أهمية المسرح

> وكيف ترى حال المسرح فى مصر حالياً مقارنة بالسنوات السابقة؟

>> المسرح فى مصر شهد تغييرات كبيرة على مر السنين، فى الماضي، كان المسرح هو المجال الأساسى للفنانين، وكان له جمهور كبير ومتفاعل.. اليوم، رغم التحديات التى تواجهه، مثل التنافس مع الوسائط الأخرى مثل التليفزيون والسينما، لايزال المسرح يحتفظ بأهميته الخاصة وهناك تجارب جديدة ومبتكرة تُعرض، والتى تساهم فى تجديد اهتمام الجمهور بالمسرح.

> وهل تؤثر التجارب المسرحية الحديثة على المشهد المسرحى التقليدي؟

>> التجارب المسرحية الحديثة تساهم فى إثراء المشهد المسرحى وتقديم أشكال جديدة من التعبير الفني.. هذا التجديد لا يعنى بالضرورة التخلى عن التقاليد، بل يمكن أن يتكامل معها. هناك توازن جميل بين الحفاظ على الأساليب التقليدية وتجربة أفكار جديدة.. التجريب مهم لأنه يدفع المسرح إلى الأمام ويتيح للفنانين استكشاف طرق جديدة فى الأداء والإخراج.

> واين دور المسرح فى التفاعل مع القضايا الاجتماعية والثقافية الحالية؟

>> المسرح له دور كبير فى معالجة القضايا الاجتماعية والثقافية.. بالفعل فهو مرآة تعكس المجتمع وتطرح تساؤلاته وتحدياته، من خلال تقديم قصص تعبر عن تجارب الناس وقضاياهم، يمكن أن يساهم المسرح فى فتح نقاشات مهمة وتوعية الجمهور بالقضايا المعاصرة، الأدوار التى تتناول قضايا اجتماعية يمكن أن تكون مؤثرة وتلعب دوراً فى إحداث التغيير.

الجمهور يختار أدواري

> شاهدناك فى عدة أدوار متنوعة، من الكوميديا إلى الدراما والتراجيديا. كيف تختار أدوارك

>> أبحث دائماً عن الأدوار التى تقدم تحدياً لى كممثل، كل شخصية يجب أن تكون لها جوانب متعددة يمكن استكشافها، وليست مجرد دور نمطي.. التحدى هو ما يجعل العمل ممتعاً، ويمنحنى فرصة لإظهار جوانب جديدة من قدراتي.

> هل هناك دور معين تتمنى أن تؤديه فى المستقبل؟

>> هناك العديد من الأدوار التى أود تجسيدها، لكننى دائماً أؤمن بأن الأفضل هو أن تأتى الأدوار بشكل طبيعي. كلما كانت الشخصية التى أؤديها تتناسب مع اللحظة والمزاج، كانت النتيجة أفضل.

وقد سألت جمهورى عبر حسابى الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، ما أحب الأدوار التى ترشحوننى أن أقوم بها فى الفترة المقبلة، وكانت الأدوار الذى تمناها جمهورى كالآتي: «دور مذيع مشهور جدًا وصاحب كلمة مؤثرة فى الرأى العام»، «شخصية شاعر هتبقى جميلة أوي.. لأننا عارفين مدى حبك للشعر والشعراء»، «سيرة ذاتية للكابتن صالح سليم رحمة الله عليه»، «شخصية عمرو ابن العاص»، «جلال الدين الرومى أو شمس التبريزي»، «محمد على باشا»، «راجل ذو نفوذ وشرانى وله ابن من ذوى الاحتياجات الخاصة يرعاه بعيدا عن الأعين»، «رشدى أباظة»، «شخصية سلامية تاريخية»، كما تمنوا أن أجسد خصيتى الحقيقية على الشاشة.

> بما أنك أحد رموز السينما المصرية، كيف ترى تطور السينما فى مصر على مر السنين؟

>> السينما فى مصر شهدت تطورات كبيرة على مر السنين فى بداياتي، كانت السينما تعتمد بشكل أكبر على الأساليب التقليدية والنصوص الكلاسيكية. اليوم، نحن نشهد تنوعاً كبيراً فى القصص والأساليب السينمائية. هناك انفتاح أكبر على التجريب واستخدام التقنيات الحديثة، مما يتيح للفنانين تقديم أعمال أكثر ابتكاراً وتفرداً.

> كيف ترى تأثير التكنولوجيا على صناعة السينما والتمثيل؟

>> التكنولوجيا غيرت بشكل كبير من طريقة إنتاج الأفلام والتفاعل مع الجمهور، المؤثرات الخاصة، التصوير الرقمي، والتقنيات الحديثة أضافت أبعاداً جديدة للسينما. ولكن، فى النهاية، تبقى القصة والأداء هما الأساس.. التكنولوجيا يجب أن تدعم هذه العناصر ولا يجب أن تلهينا عنها.

> فى ضوء التغييرات الحالية، كيف ترى مستقبل السينما المصرية؟ وما التحديات التى قد تواجهها؟

>> السينما المصرية لديها إمكانيات كبيرة للنمو والتطور، خاصة مع وجود جيل جديد من المبدعين والفنانين. التحديات تشمل التنافس مع الإنتاج العالمى وضرورة الابتكار فى تقديم محتوى جديد وجذاب. كما أن هناك حاجة لدعم أكبر من قبل الجهات المعنية لتحقيق ذلك. إذا استمرت صناعة السينما فى تطورها واستجابت لهذه التحديات، أعتقد أن مستقبلها سيكون مشرقاً.

> كيف يمكنك أن تنظر إلى دور السينما كمحفز اجتماعى وثقافى فى المجتمع؟

>> السينما لها دور كبير فى تشكيل الوعى الاجتماعى والثقافي، من خلال تقديم قصص تعكس قضايا مجتمعية وتجارب إنسانية، يمكن أن تساهم فى فتح النقاشات وتغيير المفاهيم، السينما ليست مجرد ترفيه، بل هى أيضاً وسيلة للتعليم والتأثير الإيجابى على المجتمع.

رقمنة التاريخ الفني

> كنت أحد الداعمين بقوة لمشروع رقمنة التاريخ الفنى للفنانين.. حدثنا عن هذا المشروع؟

>> رقمنة تاريخنا الفنى هو الطريق الوحيد للاحتفاظ بالذكريات، وهو توثيق تاريخ الفنانين بالذكاء الاصطناعي، فى ظل توجه العالم كله للنظام الرقمي، فجميع الأعمال يجرى رقمنتها حالياً،ومن لن يحول نشاطه لهذا النطام فلن يكون فاعل فى المجتمع بدرجة كبيرة.. فقد انتهى زمن التقييد فى الورق.. الفاعل إنك تحول الذكريات إلى نسخة رقمية تقدر تستدعيها فى يوم من الأيام أو شخص آخر يراجعها بغرض الدراسة.. ويستهدف هذا المشروع الحفاظ على التراث الفنى بتكنولوجيا متماشية مع عصر الذكاء الاصطناعي، كما سيجرى من خلاله الكشف عن أرشيف صور وذكريات خاصة لم تنشر من قبل.

الأقصر للسينما الأفريقية

> كنت رئيساً شرفياً لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية.. حدثنا عن المهرجان ومستقبل هذه السينما؟

>> مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، من أهم المهرجانات التى تدعم الثقافات المختلفة بين دول أفريقيا، ومستقبل السينما الأفريقية كبير للغاية، ومشاركة عدة دول أفريقية فى المهرجان، يجعل الفائدة تعم على الجميع، رغم التحديات التى يواجهها.. أن الجيل الجديد من الشباب الأفريقى يقدم نوعية مختلفة من الأفلام السينمائية، التى تتضمن إبداعا خاصا ومدهشة ايضا.

كما تم تكريم عدد كبير من فنانى مصر والدول الأفريقية، الذين ساهموا فى أعمال سينمائية ببصمة قوية، من أبرزهم المخرج خيرى بشري، الذى حملت الدورة اسمه، إلى جانب حسن الرداد وإيمى سمير غانم وسحر رامي، وآخرين.

> هل لديك أى رسالة توجهها للفنانين والمبدعين الذين يطمحون لتحقيق نجاح مماثل فى مجال المسرح أو الفن بشكل عام؟

>> رسالتى لهم هى أن يواصلوا السعى وراء شغفهم وإصرارهم، الفن ليس مجرد موهبة بل يحتاج إلى صبر وتفان، والأهم من ذلك هو الإيمان بالقدرات الفردية والاستمرار فى التعلم والتجربة، وعدم الاستسلام للتحديات، هو ما يجعل من الفنان مميزاً. اجعلوا كل عمل تقومون به يعكس أصالتكم وشغفكم، فهذا هو الطريق لتحقيق النجاح الحقيقي.. التجربة والخطأ جزء من الرحلة، وأهمية الاستمرار وعدم الاستسلام تظل ضرورية.. فالفن هو جسر يربط بين القلوب والعقول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى